حادثة سيدني.. بطل مسلم يفضح نتنياهو ويطفئ نار "معاداة السامية" قبل اندلاعها

(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) صدق الله العظيم.. هذه الأية الكريمة التي تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي تزامنا مع حادثة اطلاق النار التي وقعت بمدينة سيدني الاسترالية وراح ضحيتها 12 شخصا واصايب العشرات خلال احتفال اليهود بعيد الحانوكا. 

واتفق الكثيرون من العرب والمسلمين على ان حادثة سيدني اليوم هي مجرد سيناريو محكم قام اعداء الاسلام بهندسته لاستهداف الإسلام من جديد، والانتصار لعبارة "معاداة السامية" واعادة تدوير اسطوانتها لتحقيق مآرب صهيونية. 

المشهد لم يدم طويلا، حتى انقلب على اصحاب تلك العبارة التي شرع الاعلام العبري بمعية المسؤولين الصهاينة في ترديدها مباشرة بعد الحادث، حتى ظهر بطل مسلم يدعى أحمد الأحمد، على مختلف وسائل الاعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي ليطفئ نيران حملة تشويه من بدايتها. 

الرجل المسلم أحمد الأحمد الذي تصدى للمهاجم وأوقفه، وهو أب لطفلين، يبلغ من العمر 43 عاما، وصاحب متجر فواكه بسيط. لم يكن يبحث عن بطولة، لكن موقفه الإنساني خطف أنظار العالم، ليكشف زيف السرديات الجاهزة، ويقلب المعادلة رأسا على عقب.

وذكرت وسائل إعلام أسترالية أن المواطن المسلم أحمد الأحمد وهو أب لطفلين أصبح بطلا قوميا بعد تمكنه من نزع سلاح أحد المسلحين بيديه العاريتين خلال الهجوم في سيدني اليوم الأحد.

وأظهرت لقطات مصورة من موقع الحادث على شاطئ بوندي الشهير، أحمد وهو يتسلل بحذر خلف المركبات قبل أن ينقض على المسلح من الخلف ويصارعه لينجح في انتزاع البندقية من يديه وإنقاذ المحتفلين اليهود.

ونجح الأحمد في انتزاع السلاح من المهاجم وتوجيهه نحوه لإجباره على التراجع والفرار، في مشهد وثقته كاميرات المراقبة، ووصفه رئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز بأنه "أكثر المشاهد استثنائية" التي رآها في حياته.

وتعرض الأحمد لإطلاق النار من قبل مسلح ثان كان متمركزا على جسر قريب، مما أدى لإصابته برصاصتين في كتفه ويده، وخضع لعملية جراحية عاجلة مباشرة بعد ذلك.

وفي تصريح لقناة 7NEWS الأسترالية خارج المستشفى، كشف مصطفى ابن عم أحمد أنه لا يملك أي خبرة سابقة في التعامل مع الأسلحة، وأنه قرر التدخل دون تردد لإنقاذ الأرواح رغم خطورة الموقف.

وأشاد رئيس الوزراء كريس مينز بتصرف الأحمد قائلا: "لا شك أن هناك الكثير والكثير من الأشخاص على قيد الحياة الليلة بفضل شجاعته"، مؤكدا أن تدخله السريع أنقذ عشرات الأرواح.

وتكتسب بطولة الأحمد أهمية رمزية خاصة كونها جاءت لحماية احتفال ديني يهودي، ما يجسد أسمى معاني التضامن الإنساني ويضحد فكرة "معاداة السامية والعداء لليهود بين المسلمين.

وفي سياق متصل، انتقدت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف الشخص الذي هاجم أحد منفذي هجوم سيدني بأنه "بطل يهودي".

وقال نتنياهو في تسجيل مصور: "شاهدت كيف سيطر بطل يهودي على مطلق النار وجرده من سلاحه وأنقذ حياة عشرات الأرواح" ليذهب إلى أبعد من ذلك في ادعائه الكاذب بالقول: "الطريقة الوحيدة لهزيمة معاداة السامية مواجهتها كما نفعل في إسرائيل"..

وتبيّن لاحقا وفق ما أكدته وسائل إعلام أسترالية، أن البطل الحقيقي هو المواطن المسلم أحمد الأحمد، الأمر الذي أثار موجة انتقادات واسعة لنتنياهو بسبب محاولته نسب البطولة زورا إلى شخص يهودي، في وقت كان فيه مسلم يضحي بحياته لإنقاذ يهود من الموت.

من نفس القسم تعـاون دولـي