جزائريون " يغتصبون" البيئة وشرطة العمران تتقفى جرائمهم

الجزائر/ نادية. ب

حوّل عدد من الجزائريين حياتهم اليومية إلى حروب مع البيئة ، سواء بإخراج فضلات بيوتهم إلى الطرقات بعد أن تغادر شاحنات مؤسسات التنظيف ورميها في الطرقات، أو عن طريق العيش في عمارات وفيلات فوضوية وغير مطابقة لرخص البناء، ليجدوا أمامهم رجالا بالزي الأزرق يرتدون أقمصة كتب عليها " نحن شرطة العمران".

كثيرا ما نسمع عن شرطة الطرقات، أو مكافحة الشغب، لكن شرطة العمران قليلا ما يجري الحديث عنها رغم مهامها الإنسانية التي تندرج في إطار حماية الأشخاص والممتلكات ومواجهة كل أشكال الجريمة التي تمس البيئة العمرانية مع السهر على النظام العام بأبعاده الأربعة، الأمن العام، السكينة العامة، الصحة والنظافة العامة، بالإضافة إلى الآداب.

شرطة العمران التي تأسست في 9 ماي 1989 بأول فرقة بالعاصمة قبل أن يتم تعميمها على المستوى الوطني في أوت 2000، تتحرك وفقا لما يخوله لها القانون لتطبيق أحكامه التشريعية والتنظيمية في مجال التنمية العمرانية، وحماية محيط البيئة ومعاينة المخالفات المتعلقة بالعمران وحماية البيئة وتحرير محاضر ضد مخالفيها والنظافة والصحة العمومية والتعدي على قواعد العمران وتنظيم حملات تحسيسية وتوعوية بالتنسيق مع الشركاء.

ويبقى الهدف الأسمى لهذه الفرقة تحسين الإطار المعيشي للمواطن في محيط بيئي ملائم وتحفيز وإشراك المواطن في ضرورة المحافظة على المحيط من خلال تكثيف المراقبة واحتلال الميدان وردع مخالفي النظافة والصحة العمومية والتنسيق مع المصالح الولائية والقضائية. وفي ظل انفجار التطور التكنولوجي وتوسع النسيج العمراني والتلوث إرتفعت الجرائم المرتكبة ضد الطبيعة بشكل ملحوظ .

ووفقا للمعلومات التي يحوزها "المصدر " فإن شرطة العمران تقوم بعمليات يومية لتطهير الطريق العمومي من الأشخاص المشردين وبدون مأوى، وتحويلهم نحو مراكز الإيواء أو المؤسسات الاستشفائية، حيث تسجل مئات الحالات في هذا الجانب، وكذلك بالنسبة للبيع غير الشرعي حيث تترصد شرطة العمران هؤلاء المشوهين للطبيعة عن طريق عمليات مداهمة مع التوقيف أحيانا وهي الحالات التي قد تعد بالألاف.

ويشمل عمل شرطة العمران تدوين مخالفات ضد أولئك الذين يقومون بانجاز بنايات بدون رخصة، رمي النفايات المنزلية، أو الذبح خارج المذابح والتسويق خارج الأماكن المخصصة لها ورمي الحيوانات الميتة، بالإضافة إلى كسر الهدوء العام بإحداث الضجيج والضوضاء و التعدي على المساحات الخضراء.

تفاقم الأمراض والأوبئة

وتشهد عدة مدن تدهورا فظيعا في مجال البيئة بسبب الانتشار الواسع للأوساخ والفضلات، حولت معظم الأحياء إلى مكان خاص لرمي القاذورات التي تخلف روائح كريهة في المحيط، وهو الأمر الذي قد يتسبب في الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة والأوبئة، واقع ملموس تتجاهله العائلات التي تبخل عن تحسيس أبناءها لكنه سينعكس على الأجيال القادمة ويهدد حياتهم.

من نفس القسم صحة وعلوم