
ظلّه صار هنا وهناك .. ماذا يريد بلخادم !؟
الجزائر / نهال.ش علّى الرّغم من غلق الأبواب في وجهه، على خلفية البرقية الرئاسية التي نقلتها وكالة الانباء الجزائرية، في أوت 2014، القاضي بإنهاء مهامه بصفته وزيرا للدولة ومستشارا خاصا له، وكذا منعه من المشاركة في جميع الأنشطة الحزبية التي ينظمها حزب جبهة التحرير الوطني، إلّا أنّ عبد العزيز بلخادم، جاب العديد من ولايات الوطن، على غرار باتنة وورقلة، في الأيام القليلة الماضية، التقى فيها بالمنتخبين المحليين، في إجتماعات سرّية، بعيدا عن الإعلام، بأقلامه وأضوائه، أمر إن دلّ على شيء، يدلّ حتما أنّ بجعبة الرّجل، الذي تربّى وترعرع بين أحضان النظام، خطّة محكمة، لم يكشف تفاصيلها بعد. خرجات بلخادم، التي تكرّرت بعد ثلاث سنوات من الغياب والصّمت، لم تقتصر فقط على لقاء المنتخبين المحليين في بعض الولايات، بل قبلها حين نشّط تجمّعات شعبية، في عزّ الحملة الإنتخابية، التي سبقت محلّيات 2017، ربطها حينها متتبعون، بجهات نافذة في الأفلان، استنجدت بالرّجل، في وقت قَلَب الأمين العام الحالي للحزب، العتيد رأسا على عقب، وأخلط أوراقه، بخرجاته الغريبة، وتصريحاته اللامنطقية، التي كادت أن تدخل المترشحين في نفق مظلم. في حين ذهب آخرون بالقول، أنّ وزير الدّولة السابق والممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، المعروف عنه، أنّه ذو حنكة سياسية كبيرة، حدّ تلقيبه بـ "الثعلب الماكر"، وجد أرضية خصبة آنذلك، للعودة إلى الحياة السياسية، وإن كان الباب ضيّقا، والصّوت خافتا، ليوجّه رسالة مشفّرة، لمناوئيه والرّأي العام، مفادها أنّه لم يطلّق السياسة، وهو الذي لم يخف طموحه أبدا، في تقلّد منصب رئيس الجزائر. من جهة أخرى، عودة بلخادم، إلى الواجهة هذه الأيّام، يرتبط أساسا، بعودة رجل المهمّات الصعبة، على رأس قصر الدكتور سعدان، سيّما وأنّ أويحيى، لاطالما كان المنافس الشرس، لوزير الدّولة السابق، خاصة فيما يتعلّق بالولوج إلى قصر المرادية، إذ يرى متتبّعون للشّأن السياسي في البلاد، أنّ ظهور بلخادم مجدّدا، لم يكن أبدا صدفة، خاصّة وأنّ رئاسيات 2019، لم تُكشَف بعد أوراقها، ثمّ تصريحات الأمين العام للأرندي الأخيرة، بخصوص ترشّحه للإستحقاقات المقبلة، حين كشف أنّه سيترشّح لخوض غمار الرئاسيات ما لم يترشّح بوتفليقة لعهدة خامسة، الرّجل بكلامه ترك وراءه، علامات استفهام كبيرة، وعليه عاد بلخادم بعد حساباته التي دامت ثلاثة سنوات أو أكثر. وبين هذا وذاك، تبقى البرقية الرئاسية التي نشرتها وكالة الأنباء، بخصوص بلخادم، يشكّل العائق الأكبر، في خطوات الرّجل، فهل ستكشف لنا الأيّام ما لم يكن أبدا في الحسبان، أيّاما قليلة قبيل انعقاد دورة اللجنة المركزية للحزب العتيد، أمّ أنّ خطّة "الثّعلب الماكر"، ستقسط في الماء ؟