مالي: العاصمة باماكو على شفا السقوط
- بواسطة المصدر
- في 04 نوفمبر 2025
- 1412 قراءة
تعيش دولة مالي هذه الأيام أكثر السيناريوهات الأمنية خطورة في تاريخها الحديث، بعدما باتت عاصمتها باماكو على شفا السقوط في أيدي تنظيم "القاعدة" عبر ذراعه المحلي "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، في تطور قد يعيد رسم خريطة الإرهاب في القارة الإفريقية.
وتشهد العاصمة باماكو منذ أسابيع حصارا خانقا فرضته الجماعة المسلحة التي منعت وصول الوقود والغذاء، ما تسبب في شلل شبه كامل للحياة اليومية، وانقطاع الإمدادات عن المستشفيات والمصانع، وتعليق الدراسة في المدارس والجامعات بعد نفاد الوقود، هذا الانهيار الخدمي دفع الولايات المتحدة ودولًا أوروبية إلى إجلاء موظفيها ورعاياها، في مؤشر على تدهور الوضع الميداني واقتراب العاصمة من مرحلة الانفلات الكامل.
وتدهور الوضع الأمني في مالي لا يمكن فصله عن فشل المجلس العسكري الحاكم الذي استولى على الحكم بطريقة غير شرعية، واتخاذه قرارات غير محسوبة العواقب أبرزها “إنهاء” اتفاق السلام الموقع عام 2015 في الجزائر، ما جعلها مسرحا لصراع أصحاب المصالح، وفتح الباب أما التدخلات الأجنبية المباشرة، أبرزها روسيا، اضافة إلى المغرب والامارات المعروفتان بدعمهما للاأمن والاستقرار.
كما أن الانقلابات المتكررة في مالي منذ عام 2020 أدت إلى إضعاف مؤسسات الدولة وتآكل شرعيتها، بينما انشغل المجلس العسكري الحاكم بتثبيت سلطته ومطاردة رجالات الدولة هناك من سياسيين وضباط عسكريين على حساب بناء استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب ولم شمل الفرقاء في مالي، حيث استثمرت الجماعات المسلحة الارهابية هذا الانقسام لتوسيع حضورها بين الفئات المهمشة التي تعاني من الفقر والبطالة وتراجع الخدمات.
احتمال سقوط باماكو في قبضة القاعدة لا يعني فقط انهيار دولة، بل انفجار أزمة إقليمية ستطال غرب إفريقيا بأكملها. فالعاصمة المالية تمثل عقدة جغرافية في قلب الساحل، وأي انهيار أمني فيها سيفتح الطريق أمام تمدد التنظيمات نحو النيجر وبوركينا فاسو.
وفي ضوء ضعف الحكومة الانقلابية بقيادة غويتا تبدو امكانية سيطرة القاعدة على باماكو ممكنة التحقيق، استمرار الحصار وشلل الإمدادات ينذران بانهيار تدريجي للسلطة، خاصة مع تواصل تقدم الجماعة عسكريًا باتجاه العاصمة حيث باتت على بعد بضع عشرات الكيلومترات فقط.



