سوناطراك مزود آمن وموثوق للأسواق العالمية وتسعى لربط إفريقيا بدول حوض المتوسط
أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، اليوم الاثنين، على التزام الجزائر بمواصلة دورها المحوري في ضمان الأمن الطاقوي الإقليمي والعالمي، وترسيخ مكانتها كفاعل موثوق في بناء مستقبل طاقوي مستدام ومتوازن.
وفي كلمته خلال افتتاح فعاليات الطبعة الثالثة عشرة لمعرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين، أوضح حشيسي أن مؤتمر ناباك الذي تحتضنه وهران يمثل منصة دولية متميزة للحوار وتبادل الرؤى حول مستقبل الطاقة، مشيراً إلى أن شعار الطبعة الحالية: “تسريع الولوج إلى طاقة الغد والوصول إلى مزيج طاقوي فعّال بفضل الشراكة والاستثمار والابتكار والتكنولوجيا”، يعكس التوجهات الاستراتيجية المشتركة للدول والمؤسسات الفاعلة في القطاع.
وأضاف الرئيس المدير العام أن هذا الشعار يستند إلى أربعة مرتكزات مترابطة هي الشراكة، الاستثمار، الابتكار، والتكنولوجيا، باعتبارها عناصر أساسية لتحقيق التحول الطاقوي المنشود، مبرزاً أن التحدي اليوم لم يعد مقتصرا على وفرة الطاقة أو أسعارها فقط، بل بقدرة الدول على جعلها نظيفة، وآمنة، ومستدامة.
وسلط حشيشي الضوء على الدور الحيوي للتكنولوجيا الحديثة والرقمنة والذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الإنتاج وترشيد الاستهلاك، إلى جانب أهمية تطوير تقنيات التقاط الكربون وتخزينه واستخدامه لتقليل الانبعاثات وضمان استدامة الموارد التقليدية.
كما أشار إلى الجهود التي تبذلها سوناطراك في تقليص انبعاثات الميثان، مؤكداً أن المجمع جعل من هذا الهدف محوراً رئيسياً في استراتيجيته البيئية الجديدة، بما ينسجم مع السياسة الوطنية للمناخ التي توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
كما اكد رشيد حشيشي على أن سوناطراك أثبتت قدرتها على أن تكون مورّداً آمناً وموثوقاً للأسواق العالمية، مشددا على أن الغاز سيظل طاقة انتقالية أساسية تدعم إدماج الطاقات المتجددة في الشبكات الطاقوية.
وأكد أن المزيج الطاقوي الذي تسعى إليه الجزائر يقوم على التوازن بين الحاضر والمستقبل، من خلال مواصلة الاعتماد على الغاز والنفط لتلبية الطلب العالمي، مع التوجه نحو تطوير الطاقات الجديدة والمتجددة، وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية.
وفي هذا الإطار، ذكّر بمذكرة التفاهم التي وُقّعت في أكتوبر 2024 بين مجمعي سوناطراك وسونلغاز وشركاء أوروبيين من ألمانيا وإيطاليا والنمسا، لتقييم جدوى إقامة مشروع مدمج لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر وتصديره نحو أوروبا عبر الممر الجنوبي الثاني “South2 Corridor”، معتبراً هذا المشروع نموذجاً واقعياً للتعاون بين ضفتي المتوسط.
وشدد حشيشي على أهمية تعزيز التعاون الإفريقي في مجال الطاقة، واصفاً القارة بأنها غنية بمواردها، فتية بطاقاتها البشرية، وواعدة بمكانتها المستقبلية،
وأبرز مساعي الجزائر عبر سوناطراك لتوطيد شراكاتها مع الدول الإفريقية في مجالات الاستكشاف والإنتاج والبحث والتكوين، بهدف تحقيق تنمية شاملة وتقليص الفجوة في الوصول إلى الطاقة الحديثة.
كما أكد على الطابع الاستراتيجي لعلاقات الجزائر مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط، مبرزاً أن الجزائر تعمل على ترسيخ مكانتها كمحور أساسي للأمن الطاقوي في المنطقة، من خلال تطوير البنى التحتية وتعزيز قدرات النقل والتخزين، وإطلاق مشاريع مشتركة في مجالات الابتكار والهيدروجين والطاقات الجديدة.
وأكد حشيشي أن تعزيز التعاون الافريقي خيار استراتيجي لسوناطراك لتعزيز التنمية المستدامة في القارة وتقليص الفجوة في الوصول للطاقة الحديثة والآمنة، أضافة إلى الاستثمار في الطاقات النظيفة.
كما أشار إلى أن الجزائر تمثل الجسر بين إفريقيا وأوروبا، وتسعى من خلال سوناطراك لتحقيق هذا الربط من خلال تعزيز الشراكات، كون دول منطقة المتوسط شريك رئيسي للجزائر التي تسعى لترسيخ مكانتها في الأمن الطاقي في منطقة المتوسط من خلال التعاون.


                                                                
                                                                
                                                                
