شنقريحة: الجيش الوطني الشعبي سيظل أمينا على وصية الشهداء

توجه الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، برسالة تهنئة خالصة إلى كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، بمناسبة الذكرى الـ63 لعيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، مؤكداً أن الجيش الوطني الشعبي سيظل سليل جيش التحرير الوطني، وأمينا على وصية الشهداء.

وفي الرسالة، خاطب الفريق أول جميع أفراد المؤسسة العسكرية من ضباط وضباط صف، وأفراد الصف والمستخدمين المدنيين، مشيدا بتفانيهم في أداء الواجب ومثمنا جهودهم في الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، رغم الظروف الإقليمية والدولية المتقلبة.

واعتبر المتحدث أن ذكرى استرجاع الاستقلال تمثل “رمزا لانتصار الجزائر على المستعمر الفرنسي الغاشم”، مذكّرا بتضحيات ملايين الشهداء منذ عهد المقاومات الشعبية وصولا إلى الثورة التحريرية المباركة، مؤكدا أن تلك التضحيات أرست أسس الدولة الجزائرية الحرة والمستقلة.

وفي ظل التحديات الأمنية الراهنة، دعا الفريق أول شنقريحة أفراد الجيش إلى مواصلة مسيرة الأسلاف باليقظة والانضباط والجاهزية، مبرزا النجاحات المحققة ميدانيا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب والهجرة غير الشرعية، وهي التهديدات التي قال إنها “تتربص بأمن وسلامة الوطن”.

كما أشاد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بنتائج التمارين القتالية التي نُفّذت خلال السنة المنصرمة، والتي عكست حسبه الجاهزية العالية لقوام المعركة عبر مختلف النواحي العسكرية، مضيفا أن الأداء الاحترافي لوحدات الجيش يثبت صدق الانتماء للمؤسسة واستيعاب المهام الدستورية.

وختم الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني رسالته بدعوة كافة أفراد الجيش إلى الترحم على أرواح شهداء الثورة والواجب الوطني، واستلهام بطولاتهم في سبيل تعزيز أمن البلاد واستكمال مسار التنمية الوطنية تحت راية الاستقلال.

فيما يلي نص الرسالة كالمة: 

يطيب لي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والستين (63) لعيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، أن أتوجه بتهاني الخالصة إلى جميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، من ضباط وضباط صف ورجال صف ومستخدمين مدنيين، ومن خلالهم إلى عائلاتهم الكريمة وذويهم الطيبين، راجيا للجميع دوام الصحة والعافية والسعادة والهناء.
إننا نحيي في هذا اليوم الأغر، إحدى أعظم المحطات المجيدة في تاريخ وطننا العزيز، محطة ستبقى دائما رمزا لانتصار الجزائر والجزائريين على المستدمر الفرنسي الغاشم، الذي سلب وطننا حريته وسيادته بالنار والحديد، وأذاق شعبنا، لسنوات طويلة، كل أنواع القهر والظلم والحرمان.
فبالرغم من حجم الدمار الذي تسبب فيه هذا المستعمر، لم يستسلم آباؤنا وأجدادنا يوما للعدو، وتمسكوا بهويتهم الجزائرية الأصيلة، وبذلوا النفس والنفيس من أجل الانعتاق، فكان الثمن أكثر من خمسة ملايين و630 ألف شهيد، سقت دماؤهم الزكية أرضنا الطاهرة، بداية من المقاومات الشعبية، مرورا بمجازر 8 ماي 1945، ووصولاً إلى الثورة التحريرية المظفرة، كل ذلك في سبيل العيش بكرامة وحرية.
وها نحن اليوم، نواصل مسيرة آبائنا وأجدادنا الميامين، في ظلّ ظروف دولية وإقليمية مثخنة بالتحديات الأمنية والتهديدات المتشعبة، التي تستدعي منا التحلي بأعلى درجات اليقظة والحيطة والحذر، للتصدي لأية محاولة للمساس بأرض الشهداء، متسلحين بعزيمتهم وقيمهم السامية، التي دافعوا وناضلوا واستشهدوا في سبيلها.
ذلك أن الجزائر، التي دافع عنها أبناؤها البررة بالأمس واسترجعوا استقلالها وهيبتها، تُعوّل اليوم عليكم، أنتم أبناء الجيش الوطني الشعبي، السليل الوفي لجيش التحرير الوطني، المسترشد بهدى الثورة التحريرية المجيدة، لتواصلوا المسيرة وتصونوا وديعة الشهداء وتحققوا آمالهم في جزائر حرّة، آمنة ومستقرة.
في هذا الصدد، أود أن أهنئ كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، المرابطين في كل شبر من التراب الوطني، على النتائج العملياتية المشجعة المحققة في مجال مكافحة بقايا الجماعات الإرهابية الهمجية وإفشال مخططاتها الخسيسة، وكذا محاربة مختلف أشكال الجريمة المنظمة والتهريب والهجرة غير الشرعية، التي تهدد أمن وسلامة بلدنا وشعبنا، وأحثّهم على مواصلة جهودهم من أجل التصدي لمختلف التهديدات التي تتربص بوطننا، وعلى التطبيق الصارم للتعليمات المسداة في اللوائح والتوجيهات الصادرة في هذا الشأن.
ولا يفوتني أن أشيد بالجهود المضنية التي بذلتها قواتنا المسلحة طيلة سنة التحضير القتالي، والتي ظهرت نتائجها جلية من خلال نجاح جميع التمارين المبرمجة، حيث جسدت تلك التمارين الجاهزية العملياتية العالية لوحدات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي المنتشرة عبر كافة أرجاء التراب الوطني.
أخيرا، لا يسعني إلا أن أجدد تهانيّ الخالصة لجميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، بكل فئاتهم ومستويات مسؤولياتهم، داعيا إياهم للوقوف، بهذه المناسبة، وقفة تذكر وترحم على الأرواح الطاهرة لشهداء المقاومات الشعبية وثورة التحرير المباركة وشهداء الواجب الوطني، وأن يستلهموا من بطولاتهم وصدق تضحياتهم، من أجل الارتقاء بمستوى أداء المهام الدستورية الموكلة لهم إلى مداها المأمول.
الفريق أول السعيد شنڨريحة الـوزيـر المـنـتـدب لدى وزيـر الـدفـاع الـوطـنـي رئيـس أركـان الجيش الوطني الشعبي

من نفس القسم - عدالة وأمن -