"ربيع الارهاب".. اسطوانة مهترئة لضرب الجيش الوطني الشعبي

يبدو أن الانجازات التي باتت تحققها الجزائر وجيشها الوطني الشعبي مؤخرا، على كافة الاصعدة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والأمنية وغيرها لم تترك منافذ للدوائر المعادية للجزائر لاختراق الجزائر ماعدى العودة إلى النبش في "قبر" العشرية السوداء واعادة طرح اسطوانة اكل عليها الدهر وشرب لضرب الجيش الوطني الشعبي حامي الوطن.

الملاحظ هذه الأيام هو ترديد "أزلام" أعداء الجزائر لأسطوانة مهترئة كان عنوانها “من يقتل من”؟ في محاولة فاشلة لاستهداف الجيش الوطني الشعبي والدولة الجزائرية، حيث عاد مرتزقة وارهابيون هاربون في الخارج وبأوامر من "عرابيهم" في فرنسا والكيان الصهيوني والرباط للخوض في ما يسمونه زورا “جرائم العسكر في العشرية السوداء”، بدون مناسبة في محاولة يائسة للضغط على الجزائر وابتزازها وضرب رابطة "جيش شعب خاوة خاوة"، بعد أن أدركت بما لا يدع مجالا للشك أن قطار الجزائر الجديدة قد انطلق، وأن محاولات تركيعها وإبعادها عن مبادئها ومواقفها الثابتة باءت كلها بالفشل.

واستقبلت قناة “المغاربية” التابعة لحركة ارهابية قبل أيام لمؤلف كتاب “ربيع الإرهاب في الجزائر، شهادات وحقائق صادمة عن جرائم DRS”، للإرهابي المعروف باسم أعمر رامي، واسمه الحقيقي أعمر رابحي، بعد أن تولت وسائل الإعلام المخزنية حصرا الترويج لهذا الكتاب والتطبيل له، كحلقة جديدة من المؤامرات التي تحيكها الاستخبارات الفرنسية والمخزنية بدعم واضح من الموساد، من أجل ضرب المؤسسة العسكرية الجزائرية، باعتبارها العائق الأكبر أمام تنفيذ مخططاتهم التآمرية في الجزائر والمنطقة بأسرها.

الكتاب من تأليف خيال رجل لم يكن فقط متورطا في أعمال إرهابية داخل الجزائر، بما في ذلك عملية تفجير مطار الجزائر الشنيعة في أوت عام 1992، وإنما لرجل يبدو مختلا عقليا، من خلال ما ظهر به خلال برنامج لقاء خاص على “المغاربية”، فأول ما يتبادر لسامع هذا الارهابي أو قراءة كتابه هو أنه يقرأ ويسمع لمختل عقلي، فلا هو متمكن في التاريخ ولا التواريخ والاحداث التي تكلم عنها,, فتارة تجده يخلط في التواريخ وتارة أخرى تجده لايعرف في أسماء الأماكن شيئا، أما الطامة الكبرى التي كشفت حقيقة هذا العميل هو إقراره المتكرر بأن الجيش الفرنسي أيام الاستعمار هو أكثر رحمة من الجيش الوطني الشعبي الحالي سليل جيش التحرير.

العميل الارهابي اعمر رامي خلال مروره عبر القناة السالفة الذكر كرر نفس العبارات التي يرددها خونة الخارج دائما بإيعاز من أسيادهم من قبيل “مخابرات إرهابية تسقط المافيا العسكرية”.

وما يثير الاستغراب في قضية إحياء هذا النوع من الكتابات، واستقبال قناة “المغاربية” لهذا الإرهابي للطعن في مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، أنها جاءت مباشرة بعد عملية تهريب المخابرات الفرنسية لأميرة بوراوي من تونس إلى فرنسا، وبرقية وكالة الأنباء الجزائرية الغاضبة التي اتهمت فيها صراحة أجهزة المخابرات الخارجية الفرنسية بالوقوف وراء العملية، ما يشير بوضوح إلى أن رد تلك الجهات التي عملت على تقديم بوراوي إلى مختلف وسائل الإعلام الفرنسية، جاء عن طريق المغاربية وإعادة رسكلة خطاب جرائم العشرية السوداء عبر كتاب “ربيع الإرهاب في الجزائر”.

بدورها ساهمت الاستخبارات المغربية عميلها المدعو وليد كبير، وهو جزائري عميل للمخزن ويعيش في المغرب، في الترويج للكتاب عبر استضافة أعمر رامي في بث مباشر للحديث عن كتابه،وكذا توزيع نسخ منه في المغرب، فخلال هذا اللقاء قال مؤلف الكتاب إن العميل للمخزن وليد كبير كان الوحيد بين "الخونة" الجزائريين في الخارج الذي تجاوب إيجابيا مع صدور الكتاب، وأنه كان الوحيد الذي تطوع لدفع الأموال مقابل الطبع والتوزيع، وهو ما يثبت بشكل قاطع أن المخابرات المغربية هي من موّلت المشروع من أوله إلى آخره، وهي من قامت بالترويج له أيضا.

وأظهرت التغطيات الاعلامية المخزنية لصدور هذا الكتاب السر الحقيقي وراء احتفاء المخزن الكبير به، حيث أشارت بعض التقارير الصحفية المخزنية بالنص إلى أن الكتاب “يمنح الرأي العام الدولي – حسب المصادر- دلائل ملموسة عن العلاقة الثلاثية الخطيرة بين الجيش الشعبي الصحراوي والإرهابي “أبو الوليد الصحراوي” و قادة “حزب الله” الشيعي…، و يقدم للمغرب هدية لا تقدر بثمن”.

بمعنى أن الكتاب بحسب المخازنية لا يقتصر على جانب الحرب الأهلية الجزائرية سنوات التسعينات وما حصل فيها، وإنما يشرعن للمغرب الحق في احتلاله الصحراء الغربية، ويعطي صفة الارهاب لجبهة البوليزاريو، وهو التوجه العام الملاحظ في توجهات جميع المعارضين الجزائريين المقيمين بالخارج الذين باعوا ذمتهم للمخزن، وتبنوا أطروحاته في موضوع الصحراء الغربية على حساب المصالح الاستراتيجية للجزائر، بل إن منهم من تبنى نظرية المخزن حتى في مطالبه باقتطاع أجزاء من التراب الجزائري في ما يسمى بالصحراء الشرقية، على غرار ما يقوم به الخائن العميل وليد كبير صراحة وبلا حياء.

فبعد الدور الفرنسي والمغربي، سجل الجانب الصهيوني حضوره ومشاركته في "العملية الفاشلة" ضد الجزائر وجيشها عبر تدوينات متتالية لعميل الموساد الصهيوني إيدي كوهين حول الكتاب. فكيف لا والكيان تلقى صفعات قوية من يد الجزائر التي كبحت تغلغله في افريقيا مؤخرا، وتسعى جاهدة لتوحيد الصف الفلسطيني ولم شملهم، ومنحهم حق العضوية في الامم المتحدة.

ولم تكن هذه المحاولة القذرة لضرب استقرار الجزائر عبر جيشها هي الأولى، فقد سبقتها من قبل عملية اصدار كتب من نفس الشاكلة عنوانه “مافيا الجنرالات” وآخر ”الحرب القذرة”، وتلتها محاولات اخرى يعلمها كل جزائري حر تمثلت في هجمات مركزة على المؤسسة نفسها في الحراك الشعبي "المخترق".

فكل تلك المحاولات هدفها الوحيد هو المساس بالجيش الوطني الشعبي وتكسير رابطة "جيش شعب"، لكن دائما ما تكون محاولات فاشلة تجد امامها جيشا قويا بمبادئه ومواقفه وشعبا واع بشرور هؤلاء الارهابيين.

من نفس القسم صحة وعلوم