
فاق الـ1000 دج.. الغلاء الفاحش لأسعار الموز في الجزائر يتحول إلى مادة للسخرية
باتت فاكهة الموز في الجزائر مثل أسطورة "لبن العصفور" و"لا أحد يستطيع إليها سبيلا"، نتيجة الارتفاع الخيالي في أسعارها وندرتها في الأسواق.
كانت تلك واحدة من التعليقات الساخرة لجزائريين عقب الارتفاع المفاجئ والقياسي في الأسواق، دفعت نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق حملة تفاعلية دعت لمقاطعة الموز، وأخرى مطالبة بفتح تحقيقات.
وأصبح موضوع "البنان" قضية الساعة في الجزائر، ومادة دسنة لحملات سخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة "الأسعار الجنونية" التي وصلت إليها الفاكهة والتي تعدى سعرها في أسواق التجزئة والمحلات 1000دينار جزائري للكيلوغرام الواحد.
والمفاجأة التي كانت غير متوقعة أيضا، هو ندرة الموز بالمحلات والحى الأسواق ما يوحي بأن الفاكهة أصبحت محل احتكار ومضاربة من طرف "مافيا" التجارة.
الأسعار أثارت غضب واستهجان عدد كبير من الجزائريين الذين قرروا مقاطعة شراء الموز وعبروا عن غضبهم من "الفوضى التي باتت تشهدها أسواق الجزائر، بينما لم يجد بعض التجار إلا العزوف أيضا عن شراء هذه الفاكهة لأسعارها الخيالية خشية تعرضها للتلف بسبب عزوف المواطنين على شرائها.
ووجه مختصون متابعون للملف، الاتهامات للمضاربين، وحملوهم مسؤولية هذه الأسعار المرتفعة لفاكهة الموز، فيما وجهت اتهامات أخرى للمستوردين الذي باتوا يستحوذون على هامش ربح كبير فاق 300 دج للكيلوغرام.
وفي وقت سابق، قررت الحكومة رفع جميع القيود عن عملية استيراد فاكهة الموز، وتوقعت انخفاض أسعارها التي بلغت 800 دج للكيلوغرام، غير أن ذلك لم يدم لفترة طويلة عندما تراجع سعر الموز إلى نحو 300 دج غير أنه عاد للارتفاع وتسجيا أرقام قياسية غير مسبوقة.
سخرية واستياء
غضب الجزائريين من الارتفاع القياسي في أسعار الموز ترجموه في منشورات وصور تراوحت بين السخرية والاستهجان والانتقاد.
ومن أبرز الصور المتداولة، تلك التي قارنت أسعار الموز في الجزائر وفرنسا، ومشيرين إلى أن كلا البلدين يستوردان هذه الفاكهة من كوستاريكا.
وأظهرت الصور الفارق الكبير جدا بين الأسعار في البلدين، إذ لا يتجاوز ثمن الموز في فرنسا 0.99 يورو وهو ما يعادل نحو 160 دينار، وقارنوها بصورة من الجزائر فيها سعر الموز بـ1000 دينار أي ما يعادل 4.90 يورو.
ومن أكثر الصور الساخرة، أيضا تُظهر تغير لون الموزة من الأصفر إلى الأسود، وسط دعوات لتركه في الأسواق حتى يفسد.
بينما نشر عدد من النشطاء "صور سيلفي وسعر الموز من خلفي"، وهم يتهكمون على ما اعتبروا بأن "سعر الموز أصبح منافسا لأسعار اللحوم".
أما أكثر الصور الساخرة، فكانت من محل بيع المجوهرات، حيث تداول جزائريون صورة واجهة المحل المليئة بالمجهورات ومعها موزة بجوارها، دلالة على أن الموز "أصبح من المجوهرات الثمينة" في بحسب التعليقات عبر منصات التواصل.
وصور أخرى تعبر في مجملها على سخرية المواطن مما آلت إليه السوق الجزائرية من فوضى وعدم وجود رقابة، ليس في مادة الموز فقط وانما الحليب والحبوب والسميد وغيرها من المنتجات، حتى تلك التي تنتج بالجزائر ولا تتأثر بأي عوامل تسهم في ارتفاع أسعارها.