
إمام سابق لمسجد أمشدالة يعلّق حول حادثة الحفل الغنائي ويدلي بشهادته
- بواسطة المصدر
- في 17 أفريل 2022
- 1046 قراءة
شهدت مدينة امشدالة الواقعة شرق البويرة ليلة السبت إلى الأحد حالة من الاحتقان تطورت إلى ملاسنات وتضارب للردود بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيما بعد، وذلك على إثر ترخيص السلطات المحلية بالمدينة لإقامة حفل غنائي ليلي بساحة الشهداء المحادية لمسجد الهداية، وإقدام إمام الأخير على استعمال مكبر الصوت لبث القرآن والتعبير عن غضبه من الأمر باستعمال عبارات “حادة” ضد منظمي الحفل، وتدخل العقلاء والسلطات لتهدئة الوضع ومنع أي انزلاقات.
وفي هذا الصدد، أدلى إأمام سابق بذات المسجد يدعى زبير عوادي، بشهادته في سكان المنطقة وأوضح ما حدث بامشدالة، في حدود ما يعرف عن المنطقة وسكانها.
وفيما يلي شهادة الإمام:
رأيت و قرأت كثيرا من التعليقات طغت فيها العاطفة الدينية على الحقيقة و مزجت بوابل من السباب و الشتائم و النعوت التي يترفع عنها المسلم و يصون عنها لسانه خاصة في هذا الشهر . و كان الأجدر تحري العدل و الصدق أن تصيبوا قوما بجهالة و أنتم لا تعلمون . و إنما دفعني لكتابة هذا التوضيح بحكم أني كنت إماما بهذا المسجد الظاهر في الصورة لسنوات ، و بحكم معاشرتي لأهل المنطقة في أقراحهم و أفراحهم . ..و بحكم معرفتي بالإمام جيد ا فإني أنبه على مايلي :
أولا_منطقة مشدالة منطقة محافظة و تاريخها عريق مشهود ، وعلماؤها أسماؤهم معروفة مشتهرة ، و لاتزال إلى اليوم كذلك .
ثانيا_الأشخاص الذين نظموا الحفل بعضهم من رواد المسجد ، و لا يحملون حقدا للدين و لا للمسجد و ليس من قصدهم انتهاك حرمة الشهر و لا حرمة بيت الله ، بدليل أن الحفل أقيم بعد نهاية الصلاة ، و هذا دأبهم و ديدنهم في كل مرة .
ثالثا_ الساحة الظاهرة في الصورة هي ساحة عمومية و ليست ساحة للمسجد ، و هي لصيقة بمقر البلدية و الدائرة معا ، و كنا نستغلها لصلاة التراويح و الجمع و الأعياد ، و لم يمنعنا من ذلك أحد ، بل بالعكس تماما ، فإني أشهد بأن الشرطة تنصب الحواجز لتأمينها للمصلين و الحماية المدنية تقوم بتنظيفها بصهاريج المياه .
رابعا_ المعتاد أن جميع الأنشطة و التظاعرات الرياضية و الثقافية و السياسية و المناسبات الوطنية تقام في هذا المكان باعتباره مركز المدينة ، و هذا على مدار السنة .فالمسألة عفوية و ليست مقصودة
خامسا _ هذا المسجد الظاهر في الصورة أصله كنيسة كاثوليكية. فرنسية كان يعلوها الصليب فأسقطه اهل المنطقة غداة الاستقلال و حولوها مسجدا فلما ضاقت بهم بنوا مسجدا لصيقا سموه مسجد الهداية . و جعلوا الكنيسة مدرسة قرآنية و مصلى النساء إلى اليوم .
سادسا_ أما إمام المسجد فهو حديث عهد بالمنطقة لم يمض على تعينه فيه السنة ، و لا علم له بأعراف المنطقة ، و قد هاله الأمر فبدر منه تصرف انفعالي أغضب الحاضرين. و كان الأولى تغيير المنكر بالحكمة و الموعظة الحسنة لا بمنكر أكبر منه . ثم إنها مسؤولية السكان المجاورين و مسؤولية المؤسسات العمومية خاصة المؤسسة الاستشفائية فإن الضرر بالمرضى اكبر ، و المفروض عدم الترخيص لها في هذا المكان بتاتا .
سابعا_ التحريم لا يصنع مجتمعا فاضلا ، و أسلم المناهج في التغيير التربية و التدرج ، و رحم الله الشيخ الغزالي حينما سئل عن حكم تارك الصلاة فأجاب ^ حكمه أن تصحبه معك إلى المسجد "