
هذه خسائر الجزائر جراء اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي..
تطرقت وكالة الأناضول في مقال لها، نشر اليوم الاثنين، إلى اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوربي، الذي وصفه أكثر من طرف حكومي بـ "المجحف"، لأنه خدم القارة العجوز فقط.
ووفق الأناضول، التي اعتمدت أرقام غير رسمية، فقد تكبدت الجزائر خسائر بنحو 30 مليار دولار منذ 2005، لا سيما جراء عمليات التفكيك الجمركي وبقاء حركة السلع والبضائع في اتجاه واحد من أوروبا نحو الجزائر.
وعل اثر ذلك أمر الشهر الماضي، الرئيس عبد المجيد تبون، الحكومة بإعادة تقييم اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي "بندا بندا وفق نظرة سيادية"، وبنظرة سيادية وفق مبدأ "رابح - رابح".
واتفاق الشراكة، هي معاهدة تجارية وقعتها الجزائر والإتحاد الأوربي عام 2002، ودخلت حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر 2005، وتنص على تفكيك تدريجي للتعريفات (الرسوم) الجمركية للسلع والبضائع في الاتجاهين.
في هذا السياق، يرى وزير التجارة الأسبق مصطفى بن بادة في تصريح له للأناضول، أن الجزائر لم تستفد بالشكل الكافي من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وبقي في اتجاه واحد لعدة أسباب، منها أن الحزمة الأولى من المنتجات التي ألغيت رسومها الجمركية هي المواد الخام والمواد الأولية وكان ذلك في سبتمبر 2005، وضمت نحو 2000 منتج.
وابتداء من 2007 جرى تطبيق تخفيضات في التعريفات (الرسوم) الجمركية على نحو 1100 منتج، تصل نسبها 20 بالمئة كل سنة، وتتعلق بالمنتجات نصف المصنعة وتجهيزات صناعية، وفق المتحدث.
وفي الفترة ما بين 2012 و2017، كان من المفروض أن تدخل حزمة ثالثة من المنتجات المعنية بالإعفاءات الجمركية، وتتعلق بالمنتجات الموجهة للاستهلاك على حالتها (منتجات نهائية).
وكشف بن بادة أنه بعد أن تقلد منصب وزير التجارة في 2010، تمت مباشرة مشاورات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الاعفاءات الجمركية للمنتجات الموجهة للاستهلاك، التي كان من المقرر ان تدخل حيز التطبيق في 2017، وتم تأجيل ذلك إلى 2020.
"رغم ذلك لم يكن هناك استفادة للجزائر من السوق الأوروبية والتصدير الجزائري، بقي هامشيا نحو دول الإتحاد"، يضيف الوزير الأسبق.
وأشار المتحدث إلى أن محاولات تصدير بادرت بها شركات جزائرية، لكنها واجهت بعض العراقيل الأوروبية المتعلقة بمعايير السلامة الصحية والأمنية للمنتجات.
وخلص بن بادة إلى القول "لذلك لم تستطع المنتجات الجزائرية الدخول بقوة للاتحاد الأوربي بينما كنا نستقبل سلع عديدة من دوله".