يوم أسود على الفن في الجزائر.. صاحب رائعة "يا عامر يا ناسي" في ذمة الله

الجزائر/محمد قلاتي

يمر الفن في الجزائر بيوم أسود، بعد توالي رحيل نجومه، فما هي إلا سويعات من رحيل النجمة الممثلة المسرحية نورية قصدرلي عن عمر ناهز 99 سنة، ليتبعها إلى خالقها صباح اليوم الاثنين، الفنان الكوميدي بشير بن محمد المعروف باسم "الشيخ الخيّر" بعد صراع طويل مع مرض العضال.

"عمي بشير" المعروف بخفة دمه وروحه المرحة، فمن منا لا يتذكر “يا لي يا لي ياليا عمي البشير ماركا” في "كحلة وبيضا"، ومن منا لا يذكره في "أعصاب وأوتار"، "يا عامر يا ناسي"، "ريح تور" و"ناس أملاح سيتي"، وهو ينادي بيونة "بيبيا"، إنه الممثل الفكاهي المتميز بشير بن محمد الذي طالما كان الأب التقليدي، الجار العصبي، المناصر المرح، وغيرها من الأدوار التي أمتع بها الجمهور.

لطالما أصر عمي بشير رحمة الله عليه، على البقاء في الميدان ومواصلة مشواره الفني، فمنذ تألقه وتميزه في السلسلة الفكاهية "أعصاب وأوتار" بداية الثمانينات، وقبلها أعماله المختلفة التي بدأت خلال الستينيات من خلال فرقة "البهاليل"، ذاع صيته ودخل بيوت الجزائريين وأحبه الصغار قبل الكبار لأسلوبه المتميز وطريقته في الكلام التي يهتز معها ويتمايل بتحريك يديه وهو يتحدث بكل نرفزة.

وكان عمي البشير يصرّ لوسائل الإعلام، أنه لا يحق له التوقف عن الضحك والإنتاج الكوميدي ما دام قادرا على العطاء، وأنه لا يريد قطع صلته بجمهوره، كونه مجبرا كفنان على مواصلة تبليغ الرسالة من خلال نقل انشغالات المجتمع في كل المجالات، خاصة التربوية والاجتماعية.

وقد سجل المرحوم باذن الله، في عديد المرات اعتزازه بالأدوار التي أداها في مختلف المسلسلات والبرامج التلفزيونية، كون المشاهد البسيط لا يجد صعوبة في التأقلم معها، على غرار دوره في مسلسل "يا عامر يا ناسي" عندما تقمص دور "الأب الخيّر" وطريقته في الحديث وهو ينادي ابنه الصغير حمزة "بوخنونة"، وهو يتألم من شدة المرض "السطر يا العمرية السطر"، وغيرها من اللازمات التي لا يزال يتذكرها جمهور المشاهدين ويردونها بكل حب.

فقد شاء الله أن يريح "عمي بشير "من سطر" لازمه سنوات، وبنزع من الجزائر نجما من نجومها.. إنا لله وإنا أليه راجعون.

من نفس القسم صحة وعلوم